
مراكش تدق ناقوس الخطر بعشر حالات جديدة لحاملين فيروس السيدا شهريا
بديعة بديوش 2016-01-15 09:38:18
لم تعد الحملات الموسمية لعدد من الأمراض تكفي لوقف هذا الشبح المخيف الذي يجري في الدماء، ولا يتحرك بالظهور إلا بعد أن يحصد صاحبه مجموعة من الضحايا معه بالطريق، ولن يعلم به إلا بعد أن ينتهي به المطاف طريح الفراش بعد فوات الأوان لا قدر الله، وهناك من تلعب معه الأقدار لعبة الرحمة فتسوقه إلى قافلة التحاليل ليكتشف الإصابة المبكرة والتي تأهله لأخذ العلاج الثلاثي فيتحول الفيروس القاتل إلى مرض مزمن. لكن الأرقام المهولة التي يشهدها مركز ابن زهر بمراكش تعلن عن عشر حالات جديدة شهريا لحاملين الفيروس وهو ما يدق ناقوس الخطر أمام الجميع، بل يطرح السؤال مرة أخرى هل صارت مراكش فعلا مدينة السياحة الجنسية؟. ولماذا تعد ثاني مدينة بالمغرب بعد أكادير المعروفة بكثرة الإصابة بهذا المرض؟. وهل يكفي أن يكون دور الإعلام الموسمي والمجتمع المدني الخجول الذي يحتفل مع العالم بيومه ويغض البصر عن باقي السنة؟. وهل تنفع سياسة النعامة التي تنهجها الدولة في التعامل مع الإحصائيات والأمراض؟. وكيف يتعايش هؤلاء المصابين مع المرض داخل قوقعتهم بعيدا عن نظرة المجتمع الذي لا يرحم؟.
مريضة بالسيدا تغتصب من عدة رجال بالمحطة الطريقية:
ابن العثامنة بعد معرفة الموظفين بمرضه تهربوا منه:
القفة الغذائية هل تكفي للأطفال أم لِيَّ؟.
موظفين بقسم التوليد يرفضون توليد امرأة مصابة بالسيدا:
حالات لم يبق أمامها إلا الانتحار أو الانتقام:
الغياب التام للطبيب النفسي داخل المراكز الصحية يعيق عملية العلاج:
أما الجمعية المغربية لمحاربة السيدا فرع مراكش فهي الأخرى تقدم الدعم النفسي عن طريق المربيين فقط.
المرأة الحاملة للفيروس، بستطاعتها أن تحمل جنين سلبي تحت إشراف طاقم طبي:
الأطفال نقطة ضعف الأهل تتحول إلى كابوس مرعب:
مدرسة عمومية تطرد طفل مصاب بالفيروس خوفا على باقي التلاميذ:
75 في المائة من الحاملين للفيروس متزوجين:
بائعات الهوى المصابات يتجهن نحو الجمعية المغربية لمحاربة السيدا فرع مراكش:
حالة واحدة بالمغرب لم تتكرر عن تحاقن الدم:
طفلة صغيرة مصابة بالسيدا بسبب التشريط والحجامة:
المرأة مصابة بالفيروس وزوجها غير مصاب والعكس صحيح:
العلاج الثلاثي يحول فيروس السيدا من مرض قاتل إلى مرض مزمن:
يخضع هذا العلاج لبرنامج يشمل 6 مواعد خلال السنة لكل مريض، منها 4 مواعد لأخذ الأدوية التي تكفيه لمدة ثلاثة أشهر، وموعدين للتحاليل الطبية التي تصاحب العلاج الثلاثي التي يراقب من خلالها مفعول الدواء داخل الجسم، وهل المريض فعلا يأخذ الأدوية بانتظام أم لا؟. بالإضافة إلى مواعد أخري يمكن للمريض أن يأتي فيها مثل إصابته بمرض انتهازي فإن المريض يتصل عبر الهاتف ويأتي للمستشفى للفحوصات المجانية والأدوية. تقول رئيسة قسم الأمراض المعدية بابن زهر:"الصيدلية الموجودة عندنا بالمركز متوفرة على جميع الأدوية سواء للمرض نفسه أو لأمراض أخرى انتهازية قد تصاحب هذا الفيروس، فنحن نوفر للمريض كل شئ من أجل أن لا يتحجج بالغياب عن أخذ الدواء ولأي سبب كان، لأن المريض الذي قد يوقف العلاج لسبب ما، وهو ما يصبح معه الفيروس مركز ومقاوم للعلاج، بل حتى الحالة التي سوف تتعرض للعدوى سوف تأتي بنفس المشكل، كما أن الانقطاع عن مواكبة العلاج تجعل المريض يحرق الحظوظ التي لديه في العلاج وهي ثلاث مراحل، وعندما يحرق المريض المرحلة الأولى فكأنه ينقص حظوظه في العلاج، لأن لكل دواء أعراض جانبية، والمريض الذي يكون في المرحلة الأولى والعلاج متبع بدقة فإن التحاليل توضح ذلك، ولكن من يتلاعب في أخذ العلاج فسوف يحرق المرحلة الأولى ويمر للثانية وربما لن توافقه هذه المرحلة لهذا تحرق ويمر إلى الثالثة والتي قد تكون غير مناسبة في المغرب لأن الدواء غالي جدا، لهذا يركز مركز ابن زهر على عدم توقف المريض عن أخذ العلاج في مراحله الأولى.
دار الضيافة بأكادير مفتوحة في وجه مرضى السيدا، ومدينة الأبواب لا دار لها:
أول مركز لإيواء النساء والأطفال المتعايشين مع مرض السيدا بمراكش:
الخصاص الواضح في الموظفين بسبب تخوفهم من المرض:
المرضى الأغنياء لا يمرون من أمام الجمعية المغربية لمحاربة السيدا:
جديد النسخة الخامسة من"سيداكسيون المغرب 2014" :
وهو ما أكده الحسين الوردي وزير الصحة عندما شارك في أشغال الجمعية العامة 67 لمنظمة الصحة العالمية، فإن 8705 حالة إصابة تم تشخيصها في المغرب إلى غاية سنة 2013، في حين أن التقديرات تشير إلى 31 ألف حالة، ويرجع السبب حسب زكرياء بحتوت عن الجمعية المغربية لمحاربة السيدا:" 32 ألف مغربي حامل للفيروس ولا يعلم به، بسبب وجود عدد من الشبكات الجنسية غير المنضبطة، وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، وليس لهم علامات تحذرهم بعمل التحاليل". وهذه الوضعية، حسب وزير الصحة تعني أن 70 / من المغاربة يعيشون مع السيدا دون معرفته، مما يعزز خطر انتقال المرض الذي يبقى محدودا ب0.14 في المائة. ولذلك أشار الحسين الوردي أنه تم وضع خطة في إطار الإستراتيجية الوطنية لمحاربة داء السيدا لتعزيز رؤية «صفر إصابات جديدة، صفر وفيات وصفر تمييز فيما يتعلق بالسيدا». كما أكد أن "على المستوى الوطني طموحنا إلى غاية سنة 2016 هو خفض عدد الإصابات الجديدة بنسبة 50 في المائة، وخفض معدل الوفيات بنسبة 60 في المائة، وتحسين الرعاية والتكفل بالمرضى". وأضاف وزير الصحة أن الأعمال الأساسية تتمحور حول الكشف، و التشخيص، وتهتم على الخصوص بالفئات الاجتماعية الهشة مثل النساء الحوامل ومتعاطي المخدرات، وذلك بهدف الوصول إلى مليون تشخيص ضد السيدا سنة 2016، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق أيضا بضمان تمديد الرعاية من خلال مضادات الفيروسات، و خاصة في إطار نظام المساعدة الطبية (الرميد) وإنتاج الأدوية المطلوبة في هذا المجال بالمغرب . وقال إنه من بين محاور أولويات الإستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا اعتماد المقاربة القائمة على حقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في الصحة، كما هو متضمن في الاتفاقية الموقعة في هذا السياق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذه المقاربة تتماشى مع مقتضيات دستور 2011، و توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكد الوزير على أن جلالة الملك قدم النموذج الأمثل للتصدي للوصم و التمييز اللذين يعاني منهما الأشخاص المتعايشين مع هذا المرض، موضحا أنه خصصت للإستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا ميزانية بلغت 810 مليون درهم، كما أشار إلى أن الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا قد قرر منح هبة قدرها 37.4 مليون دولار للمغرب، تقديرا لجهوده في مجال مكافحة هذا المرض الخطير. وسوف تقدم هذه الهبة إلى وزارة الصحة يوم 25 يونيو المقبل بالمغرب، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة للصندوق العالمي" .
المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا "أوبالس" متفائلة رغم الأرقام المهولة:
و حسب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة السيدا، ميشيل سيديبي Michel Sidibé فإن المغرب حقق تقدما ملموسا في مجال محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة السيدا، على مستوى التشخيص والعلاج والرعاية التكفل، وذلك في لقاء سابق بوزير الصحة الحسين الوردي بجنيف شهر ماي الماضي.